السبت، 14 يناير 2017

مسؤولية الشباب تجاه دينهم ووطنهم للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله








بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِله رَبِّ

العَالَمِينَ، وَصَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَارِكْ
عَلَى نَبِيِّنَا
مُحَمَّدٍ وَعَلَى آَلِه وَصَحَبِه أَجْمَعِيْن، وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم إنه يسُرنا ويشرفنا ويسعدنا

ويُثلج صدرونا، ويبعث فينا مزيدًا من الفأل والعطاء الذي يخدم ديننا وعقيدتنا
وبلادنا ويحقق تطلعات ولاة أمرنا، أن نلتقي في هذا الجامع المبارك؛ جامع خادم
الحرمين الشريفين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بسماحة شيخنا العلامة
الأستاذ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء،وعضو اللجنة الدائمة
للبحوث العلمية والإفتاء، والذي عُرف عنه كل خيرٍ وفضلٍ وإتقانٍ وتفننٍ في علوم
الشريعة وغيرها، فهو فقيهٌ أصوليٌ مفسرٌ محدثٌ لغويٌ؛ هيأه الله -سُبْحانَهُ وَتَعَالَى- ليكون نبراسًا يُضيء
الطريق لأبناء هذا الوطن وللأمة الإسلامية جمعاء، ويُبين ما يحتاجون إليه في أمور
دينهم ودنياهم، وآخرتهم انطلاقًا من كتاب الله وسُنَّة رَسُول الله -صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسلَّم-
وما كان عليه سلف هذه الأمة، في زمنٍ أحوج ما نكون فيه إلى أمثالهم والالتفاف
حولهم، والنهل من معينهم والأخذ من موردهم الزلال العذَّب الغضَّ الطرى، الذَّي لا
يخرج عن مباديء الشريعة، وأحكامها وثوابتها وقواعدها وأصولها.
ونحن جميعًا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مديرًا ووكلاء

وأعضاء مجلس الجامعة، وأساتذة وطلاب وموظفين ذكورًا وإناثا نتشرف أن يكون بيننا
أبًا للصغير وأخًا لمن هو أكبر من ذلك، وموجهًا ومربيًا ومعلمًا، وكيف لا؟ وهو أحد
ثمارات هذه الجامعة العريقة المباركة جامعة محمد بن سعود الإسلامية، ودائمًا وأبدا
ما يلهج لسانه بالثناء على هذه الجامعة ومنسوبيها، وكلياتها وجهودها وأعمالها
ويذكرها بكل ما يجعلنا نعمل بجدٍ وإخلاص وتفانٍ للقيام بتحقيق أهدافها، ورسالتها
والقيام بواجبنا تجاه ما أُوكل إلينا.
 وإن هذا اللقاء موجهٌ إلى

جميع منسوبي هذه الجامعة؛صغارًا وكبارا، ذكورًا وإناثا، ويقدَّر حضوره ما بين
متواجدٌ في هذا المسجد أو في كليات الجامعة في المدينة الجامعية أو في مركز دراسة
الطالبات أو في كلية الشريعة في الأحساء أو في المعاهد العلمية المنتشرة في
المملكة العربية السعودية، أو في معاهدنا في الخارج أكثر من مائةِ ألفٍ ممن
يستفيدون من هذا اللقاء والطرح من سماحته -حفظه الله-.
 وقد استعدت الجامعة لهذا

اللقاء وهذه المحاضرة استعدادًا نرى أثره وحماس منسوبيها من خلال هذا التجمع
المبارك في هذا الجامع المبارك.
محاضرة سماحته: "مسؤولية الشباب تجاه دينهم ووطنهم" وما

أهمه من موضوع! وما أعظمه من مسألة نحتاج إليها جميعًا لنعرف قدر ديننا وعقيدتنا
ودولتنا وولاة أمرنا، فنقوم بالحقوق الملقاة على عواتقنا تجاه ذلك.
وقد حشدت الجامعة الجوائز والحوافز المتعددة والمتنوعة؛ التي تشجع

على الطرح والتفاعل وإلقاء الإسئلة، ما بين عشر جوائزٍ من المُنظمين لهذا اللقاء والمُتمثلُون في وحْدَة
التَّوعِية الفِكْرية، وهُناك أيضًا عَشْرُ جَوائز مُقدمة مِن سَماحتهِ ومن مُدير
الجَامِعة هِي عِبارةٌ عن أجْهِزةٍ مُتطورةٍ يُشْترطُ أن يُستفاد مِنْهَا في
العُلوم النَافِعة دينيةٍ ودنيوية.
إننا اليوم سماحة الشيخ سُعداء والعبارات لا تَسْتطِيعُ أن تُوفيَّ

حقكم أو تذكُرَ ما يختلجُ في صِدُورنا وفي مشاعرنا ولكن هي إشاراتٌ وإشاداتٌ تكفي
عن التطويلات وأنتم أبرزُ وأكبرُ مكانةً مما ذكرنا والجميعُ يعرفُ ما أنتم عليهِ
من علميةٍ متميزة، ومن عقيدةٍ صافية ومن منهجٍ سليم، ومن أُمورٍ كثيرةٍ كان لها
فضلٌ كبيرٌ بعد الله في دحرِ وإبعادِ كلِّ من يرومُ هذهِ البلاد وأهلها وقِيادتِها
بشرٍ أو سُوء والميكرفُون إليكم سماحةِ الشيخ فلتتفضلوا مشكورين.
معالي الشيخ الدكتور العلامة صالح الفوزان -حفظه الله تعالى-:
بِسْمٍ اللهٍ الرَحْمَنِ الرَحِيمِ
الحَمْدُ

للهِ ربِ الْعالَمِين وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّم عَلى نَبِينَا مُحَمَد وَعَلى آلِهِ
وَأصْحَابِهِ أَجْمَعِين.
السلام

عَليكم أيها الأخوة الكِرام: مدير الجامعة ووكلاء الجامعة والمُدرسون؛ وكل من لهُ
عملٌ في هذه الجامعةِ المُباركة ثم أنتم أيها الأخوة الطُلاب سَلامٌ عليكُم
جمِيعًا ورَحمةُ الله وبَركاتهُ .
لقد

أطْمَعَكُم معالي مدير الجامعة بشيء لا أملكهُ، ولكن كما يُقال على قدر ما
نسْتَطيع مِمَا تُؤمِّلون؛ فأنتم والحمدُ لله أنتم في مُقدمة صفُوف الشباب الذين
سيقُودون هذه الأُمة بِإذن الله وسيُدافِعُون عنها، يُدافعُون عن دِينهَا أولًا
ويُدافعون عنها، لا سِيما في وقتٍ لا يخْفَاكم ما يكتنف المُسْلمين من الأعداء ومن
الحاقدين على هذه البلاد بل على الإسلام عُمُومًا، ولكن الحمدُ للهِ بأيديكُم
السِلاح الكافي والسِلاح الذي بإذن الله ستنتصرون بهِ على عدوكُم إذا تَمسكْتُم
بهِ وحملْتُمُوه حملًا صحيحًا.
 أيُّ شيءٍ أعظَمُ مِن كِتاب الله؟ وأيُّ شيءٍ

أعْظمُ من سُنة رسُول الله-صَلَّى اللهُ عَلْيْهِ وَسَلَم-؟ وأيُّ شيءٍ أعْظمُ مما
عليهِ سَلَفُ هذهِ الأُمة وأئمتها من منهج القرآن والسُنة وسيرة السلف الصالح؟ هذا
كُلهُ بين أيديكم وللهِ الحمد؛ وهو سِلاحكم إذا حملتُمُوهُ بجدٍ وصدق فهو السِلاح
الفتاك، وما عداهُ فهو أراجِف وأباطيل، وأكاذيب لا تقوموا أمام الحق.
(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ

عَلَى الْبَاطِل فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُو زَاهِقٌ).
 (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ

الْبَاطِلَ كَان زَهُوقاً).
فالحقُّ هو في أيديكم الآن، بين

أيديكم فاحملوهُ حملًا صحيحًا، وقبل ذلك تعلموا هذا الحق واعملوا بهِ ولن يقف
أمامكم أحدٌ بإذن الله؛ لأنهُ السِلاح الرباني الذي انتصر على أُمم الكفر جميعًا
في أقطار الأرض، وارتفع عليها، فالله -جَلَّ وَعَلا- أنزل القرآن والسنة على نبي
الهُدى-صَلَّى
اللهُ عَليْهِ وَسَلَم- وحملتهُ هذه الأُمة بعد نبيها جيلًا بعد جيل، ولا يزال
والحمدُ لله يُضيء وينتصر ويمتد، ألم تروا أنهُ بلغ مشارق الأرضِ ومغاربهَا في
زمنٍ قصير واكتسح الظلام ودخل الناسُ فيه أفواجًا، لا لطمعٍ دنيوي وإنما لما
يسوقهم من الرغبةِ إلى هذا المعين الصافي، وهذا المورد العذب الذي(لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْن يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ
مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ).
فهذا الحق وهذا الدين وهذا القرآن، وهذا المنهج هو

لا يزال غضًا طريًا كما أُنزل على مُحمدٍ-صَلَّى اللهُ عَلْيْهِ وَسَلَم- قال
اللهُ -جَلَّ وَعَلَا:-(إِنَّا نَحْن
نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)،فهذا
السِلاح الفتاك الحق المُضيء الْبَيّن النّور الكَاسح هُو بِأيديكم إذا تَمسكتم
بهِ حقًا، تعلمتُموه أولًا، ثم تمسكتم بهِ ثانيًا، ثم دعوتم إليهِ ثالثًا، بلغتموه
لأهل الأرض فلا يبقى أمامكم ولله الحمد أيُّ عائقٍ وأيُّ مانع ما دُمتم تحملون هذا
النور الذي لا يقفُ أمامهُ أيُّ عائق فهو مُتكامل، ولكن الشأن في حملتهِ، وأنتم إن
شاء الله من خِيرة من يحملُهُ.
 الأجيالُ السابقة أدوا ما أوجب الله عليهم

وبلغوهُ وبقي دوركم أنتم الأمر انتهى إليكم الآن، وهذه الجامعة ولله الحمد هي مصدر
هذا الحق بمناهجها وبتعليمها، هذه الجامعة هي الوريثة لهذا الحق ولا أقلل من شؤون
الجامعات الأُخرى في هذه البلاد وغيرها، ولكن لكون هذهِ الجامعة في هذهِ البلاد
التي هي قلبُ العالم الإسلامي وهي قريبة من المسجد الحرام والمسجد النبوي من مهبط
الوحي،
هي أجدرُ وأولى بهذا الحق أن تقوم به، وأن تبلِّغهُ

للناس، فالمسؤولية علينا جميعًا عظيمة، لكنها تسهُل مع تيسير الله -سُبْحَانَه-،
مع النيَّة الصادقة، مع العمل الصالح، مع الإخلاص لله في القولِ والعمل، وكلُّ هذا
ميسورٌ - بإذن الله - لمن يسَّرهُ الله عليه، لمن يسَّرهُ الله له، ميسور ولله
الحمد، يحتاج منا إلى عزم، يحتاج منا  إلى
فهم، ثم يحتاج منا إلى جدٍ واجتهاد، يحتاج منا إلى إخلاص ونيَّة صالحة، ونرجو أن
يكون هذا كلُّه متوفرًا فيكم وفي إخوانكم المسلمين في أيِّ مكان، لكن أنتم الأجدر
بهذا؛ لأنكم في قلب العالم الإسلامي.
 هذه المملكة

خصَّها الله - سُبْحَانَهُ
وَتَعَالَى-، خصَّها الله بالقيام بشؤون الحرمين الشريفين، الذين هما محطُّ أنظارُ
المسلمين، الذين يفدُ إليهما كل مسلمٍ من مشارق الأرض ومغاربها، يتوجهون في
صلواتهم إلى هذه الكعبة المشرَّفة، التي ولَّاكم الله شؤونها، والقيام على
شؤونِها، وتهيئة الوصول إليها لكافة المسلمين، لا فرق بين عربيٍ وعجمي، لا فرق
بينهم، كل مسلم فله الحق في أن يشارك وأن يساهم في النهوض بهذه المهمة العظيمة،
وأنتم في الصَّدارة لأنكم ولَّاكم الله على هذا الشأن، مكَّنكم منه، والله - جَلَّ
وَعَلاَ- أعلم، لا يجعل هذا الأمر إلا لمن يقوم به ويستحقه، (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُم ثُمَّ
لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)، لكن أنتم أوَّلُ مسؤولٍ عن هذا الحق والقيام
به؛ لأنكم في مصدره، ومحلِّ نزوله على رَسُول الله –صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَم-؛ فأنتم أولى العالم للقيام بهذا الحق والنهوض
به والدعوة إليه، والعمل به، تقودون المسلمين، تقودون العالم الإسلامي، تضيئون
الطُّرق، تنيرون السُّبل لأنفسكم ولإخوانكم بهذا الدين، الذي جعله الله نورًا يهدي
الله به من يشاء من عباده.
 مهمتنا عظيمة

أيها الأخوة، مسؤوليتنا كبيرة، أمام الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فالواجب أن نتنبَّه:
قَدْ

هَيّؤوكَ لأمِرٍ لَو فَطِنْتَ لهُ *** فَارْبأ بنفَسِكَ أنِّ تِرعَى مَع الهَملِ
فنحن -والحمد لله- قد هيَّأنا الله لحمل هذا الحق؛ لأننا

في مصدره، وفي منبعه، وجيران بيت الله الحرام، ومسجد رَسُوله -صَلَّى اللهُ عَلْيْهِ وَسَلَم- يفدُ إلينا العالم الإسلامي من المشارق
والمغارب، نعمةٌ عظيمة، لكنها مسؤوليةٌ كبرى.
 فأنتم والحمد

لله في هذه الجامعة تتهيَّأون لحمل هذا الدين، وحمل هذه الرسالة بعد من سبقكم
وسلف، أنتم جيل المسلمين في هذا الوقت، أنتم المسؤولون عن الإسلام في هذا الوقت،
أنتم الورثة لهذه المسؤولية العظيمة، فيكم من مختلف الأقطار الإسلامية، جاؤوا
يطلبون العلم، ويستضيئون بالنور، يرجعون إلى بلادهم دعاةً وهُداةً بإذن الله، (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُون لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ
مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّين وَلِيُنذِرُوا
قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)، أرجو أن
تتمثَّل هذه المسؤولية فيكم، وقد هيَّأتم أنفسكم لها، فأنتم على موقفٍ عظيم، ينظُر
إليكم المسلمون في كل مكان، ماذا توجِّهونهم به، أنتم قدوة لمن وراءكم، ينتظرون
منكم الخير، ينتظرون منكم كلَّ خير، أعظمهُ هو هذا الدين الذي تحملونه، وهذا العلم
الذي ترثونه، فكونوا عند حسن الظن، وحقِّقوا ما فرغتم أنفسكم له، وهيأتم أنفسكم
له، وجئتم من أجله، تكونون دعاةً على الحقِّ إن شاء الله، تخلِّصون العالم
الإسلامي مما يتهدَّده مما لا يخفاكم اليوم، العالم الإسلامي مهدَّد بين الكفرة
وبين الأعداء، ولكن: (إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ
 وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)، (وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ
لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ).
 فنحنُ جميعًا

هيَّأنا أنفسنا لمسؤوليةٍ عظيمة، ونتحمَّل ميراثًا ثقيلًا، ولكنه يسهُل -بإذن
الله- حمله إذا صلحت النيَّات، وخلصت لله -عَزَّ وَجَلَّ-،  والله -جَلَّ وَعَلاَ-  ينصر من ينصره،  إن الله ينصُر من ينصره: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ الله لَقَوِيٌّ
عَزِيزٌ)، ينصره يعني ينصر دينه، والله -جَلَّ وَعَلاَ-  جَلَّ وَعَلا- غنيٌ عنا، لكنه وكل إلينا القيام
بهذا الدين، ووكل إلينا تبليغ هذا الدين، والدعوة إليه، وهو سيسألنا يوم القيامة
عن هذه المسؤولية، وهي كرامةٌ من الله -عَزَّ وَجَلَّ- لنا إذا عرفنا قدرها، وقمنا
بحقِّها، فهي كرامةٌ عظيمة من الله -سُبْحانَهُ وَتَعَالَى- .
أنتم الآن تتعلمون هذا العلم، لأجل أن تقوموا بهذه

المهمة، تتهيَّأون لها، نفرتم من بلادكم لتتفقهوا في الدين، ولتنذروا قومكم إذا
رجعتم إليهم، كما أمركم الله - سُبْحانَهُ وَتَعَالَى- وهو تشريفٌ من الله لكم، اختاركم
الله لهذا، فاشكروا نعمة الله واعرفوا قدرها، وقوموا بحقِّها، وهو شرفٌ عظيمٌ لكم
خصَّكم الله به، فاعرفوا قدره، وقوموا بحقِّه، وفق الله الجميع لما يحبُّ ويرضى،
وصلى الله وسلَّم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم
بإحسانٍ إلى يوم الدين.
الأستاذ الدكتور: سليمان بن عبد الله أبا الخيل -حفظه الله تعالى-:
اللهم صَلِ

وَسَلَّمَ وَزِد وَبَارِك على نَبِيِّنَا مُحَمَّد وَعَلَىْ آَلِه وَصَحَبِه
أَجْمَعِيْن، شكر الله لسماحة الشيخ هذا الطرح والبيان الواضح الذي يصدر عن مبادئ ديننا
وقواعد شريعتنا، ويُبيَّن واجبنا تجاه ديننا وبلادنا وخصوصًا شباب هذا الوطن والأمة الإسلامية.
 والحقيقة أن الأسئلة كثيرة ومتنوعة وفيها ما له

علاقةً بهذه المحاضرة، وأيضا هناك مجموعة من الأسئلة لها اتجاهها المهم وسنطرح ما
نستطيع مما ورد علينا من هذه الأسئلة حسب ما يسمح به الوقت.
فقرة الأسئلة:
السؤال:
ما قولكم في من يُقلِّلُ من شأنِ الاهتمامِ ببلادِ الحرمين

والتوحيدِ والسُّنَّة وينهى أن نهتمَّ بهذا الوطن الكبير، ونجعل جُلَّ اهتمامنا في
الأمةِ الإسلامية؟
الجواب:
بلا شك أنَّ هذا واقع هناك من يُخذِّل، هناك من يُرجِف، هناك من

يُقلِّل من شأنِ هذا الدين، هناكَ من يصُدُّ عنه، وهذا من عهَدِ الرَسُول –صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو مستمر، ولكن هذا لا يُهِم أهل
الحق ولا يُفتُّ في عَضُدِهم ولا يُقلَّلُ من اهتمامهم، بل يزيدُهُم قوة  وصلابة ويحفزهم على أن يدافعوا عن دينهم وعن
بلادهم وعن عقيدتهم، ولو قامَ واحدٌ بهذا الأمر بصدقٍ وعزمٍ وقوة لانهزمَ أمامهُ
العالم كلهُ، واحد، فكيف إذا كانوا مجموعةً كبيرة من أبناءِ المسلمين، لا شكَّ
أنَّ الحقَّ سينتصر وأنَّ الباطلَ سيندحر، * بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ
زَاهِقٌ)، (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كانَ زَهُوقاً).
رَسُول اللهِ –صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلَمَ- أول ما بعثهُ الله كانَ رجلًا

واحدًا في عالمٍ مُضطرب، فيه كُفُر وشرك ووثنية وإلحاد، يموجُ بهِ العالم وهو شخصٌ
واحد، ولمَّا قامَ بهذا الدين واجتمعَ حولهُ أصحابهُ الواحد تلو الآخر هزمَ اللهُ
بهمُ الباطل ونصرَ بهمُ الحق، (كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً
ثُمّ يَكُونُ حُطَاماً)هذا هو الباطل، أما الحق (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى  الْكُفَّار رُحَمَاءُ بَيْنَهُم تَرَاهُمْ رُكَّعاً
سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُم فِي وُجُوهِهِمْ
منْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ
كَزَرْعٍ   أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ
فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِم الْكُفَّارَ)هذا هو محمَّدٌ –صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأصحابهُ، وأنتم ورثةُ هؤلاء؛
ورثةُ محمدٌ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- وأصحابهُ، مَنْ للدين في هذا الوقت إلَّا
الله - سُبحانه- ثم أنتم؟ من يقومُ بهِ إلا أنتم؟ أنتم أمام أعداء الآن كفرة
وملاحدة ومنافقين ودعاة ضلال ولكن إذا قمتم بهذا الحق فسينهزم أمامكم كلُّ من على
وجه الأرض من الأعداء بإذنِ الله -عزَّ وَجْل- كَمَنْ هُزِمُوا برَسُولِ اللهِ
وأصحابه ومن جاء بعدهم مِمَّن قاموا بهذا الحق، فهذا الحق سلاح، من قامَ بهِ
وأحسنَ استعمالهُ نصرهُ الله -سُبْحَانَهُ
وَتَعَالَى-.
السؤال:
هناكَ بعضُ من ينتسبونَ إلى العلم يُشكِّلونَ جماعات للدفاع عن

الدينِ والوطن والإنكارِ على زعمهم،
فما هي الضوابط التي يستقيمُ عليها طلبةُ العلم للدفاعِ عن دينهم

ووطنهم ومواجهةِ تلكَ الجماعات؟
الجواب:
الضوابط الحمد لله واضحة،أولًا: إخلاص النية لله -عَزَّ وَجَلَّ-، ثانيًا: تعلُّم العلم النافع.
ماتكفي النية والرغبة في الخير ما يكفي هذا، لا بُد من تَعَلُّم

العلم النافع، ثُمَّ العمل بهِ، ثُمَّ الدعوة إليهِ والقيام بهِ ونشرهِ بينَ
الناس، لا يستقيمُ لكم أمرٌ إلا بهذا.
أولًا: العلم.
ثانيًا: العمل.
ثالثًا: الدعوة إليه.
رابعًا: الصبر على الأذى فيهِ.
من يقوم بهذا سيواجه صعوبات ومشاكل، يستعين بالله ثُمَّ بالصبر

والثبات على هذا الحق ثم النتيجة النصر من عند الله -عَزَّ وَجَلَّ-.
السؤال:
كَثُرت الحسابات في وسائل التواصل الاجتماعي وهي تُثيرُ الشكوكَ في

الولاء والبراء  والانتماء لوطنِ الإسلام
المملكة العربية السعودية ولولاة الأمر، فما توجيهُ سماحتكم؟
الجواب:
الولاءُ والبراءُ من أُصولِ هذا الدين، الولاء لأولياء الله،

موالاة أولياء الله، محبتهم ومناصرتهم، والبراءة من الكفار والمشركين وأعداء هذا الدين؛
لا يستقيمُ الدين إلا بالولاء والبراء، فالذي ليسَ عندهُ ولاءٌ وبراء ليس عندهُ
دين، وليسَ عندهُ فُرقان (إِنْ تَتَّقُوا الله يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقانًا)،
ما هو الفُرقان؟
أن تُفرِّق بينَ الحقِّ والباطل، بينَ المسلم والكافر، بينَ

العدوِّ والصديق، فُرقان من الله في قلبك بسبب تقوى الله -جلَّ وَعَلَا-، أمَّا
الإنسان الذي كل الناس عندهُ سواء هذا كما في المثل يقولون في المثل العامِّي: (من
كانَ الناس عندهُ سواء فليسَ لعلَّتِهِ دواء).
السؤال:
يتردَّدُ بعضُ الشباب على مواقعَ مشبوهةٍ في التواصل الإجتماعي

بحُجَّةِ معرفةِ أحكامِ الشرع، فما توجيهُ سماحتكم حيالَ ذلك؟
الجواب:
الشرع ولدِّين لا يؤخَذ من الشبكات، إنَّما يؤخذ عن المصادر

الصحيحة عن الكتاب والسُّنَّة، وعن
العُلماء الراسخين؛ (وَإِذَا

جَاءَ هُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَو الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْرَدُّوهُ إِلَى
الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِين يَسْتَنْبِطُونَهُ
مِنْهُمْ).
فالأمر يُرَد إلى العُلماء في أُمورِ الدين، وإلى الأُمراء في

أُمور السياسة، أُمراء المسلمين يُرَد إليهم الأمر في أُمور السياسة والقيادة،
وأمَّا أُمورِ الدين فأولوا الأمر هم العُلماء يُرَد إليهم هذا المُشكل.
السؤال:
نفخر نحن منسوبو جامعة الإمام بالثقة الكريمة

من خادم الحرمين الشريفين -حَفِظَه الله- بتعين مُديِرها عضوًا في هيئة كبار
العلماء، فما توجيهكم ووصيتكم لمعاليه ولنا أبناء هذه الجامعة؟
الجواب:
 نُرحّب بالشيخ أن يكون معنا في هيئة كبار

العُلماء، أن يكون عضوًا فيها، ونسأل الله له التوفيق والسداد والإعانة، نُرحّب به
زميلًا وأخًا ومساعدًا لنا ونسأل الله للجميع التوفيق والنصر والإعانة.
السؤال:
 هناك

من يُزّهد في الأحاديث الصحيحة الواردة في السمع والطاعة لولي الأمر المسلم ويتهم
من يدعو إليها بأنهم من غُلاة الطاعة. فما توجيهكم -حَفِظَكم الله-؟
الجواب:
 هذا

يُعتبر من الخوارج، والخوارج طائفة خذلهم الله -عزَّ وَجَّل- ولم تقم لهم قائمة
ولله الحمد على مدار الزمان فلا يُهمنا هذا.
السؤال:
يؤلمنا كثيرًا ما نراه من محاولة التقليل من

قدر عُلمائنا الفُضلاء، والمُشكلة الكُبرى ما نراه من انسياق ضِعافِ العقول خلف
أمثال هؤلاء على مواقع التواصل الاجتماعي؛ فما التوجيه لنا وللحاضرين في احترام
وتقدير علمائنا؟
السؤال:
 هذا

ليس شيئًا جديدًا الذين يُقللون من شأن العلماء والدعاة إلى الله، ومن شأن أهل
الدين لهم سلف؛(الَّذِين يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ
مِنْ الْمُؤْمِنِين فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ  فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخَر الله مِنْهُمْ وَلَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ)، يكفي هذا! أن الله يسخر منهم إذا سَخِروا من أهل العلم فالله يسخر منهم،
نسأل الله العافية.
السؤال:
يضعُفُ عند بعض الأستاذة الإنكار على دعاة

الفتنة والتفرقة بل قد يترك ذلك؛ فما توجيه سماحتكم لأعضاء هيئة التدريس والمشائخ
والأساتذة في مثل هذه المسالة المهمة؟
الجواب:
الذي يتكاسل عن نصرة الحق وعن نصرة أهل الخير

إنما يضر نفسه، وسيُعوِض الله الأمة خيرًا
منه، فالله -جلَّ وَعَلا- لا يُضيع هذا الدين

ولا يُضيع أهل هذا الدين، ومن سَخِر منهم أو قلل من شأنهم إنما يسخر من نفسه
ويُقلِل من شأنه هو، فالدين منصور بلا شك! منصور ولو جرى عليه بعض الأحيان لكنه
منصور، قال ابن القيم -رَحِمَه الله- "والدينُ منصورٌ وممتحنٌ فلا تعجب فهذه
سنةُ الرَحْمَن".
السؤال:
يتجه بعض الشباب من طلاب العلم إلى التصنيف

والتحزّب، وقَبولِ الرأي ورفضه حسب الميول والتوجهات؛ فما نصيحتكم لأمثالِ هؤلاء؟
الجواب:
نحن ما عندنا تصنيف، عندنا صنفٍ واحدٍ حزب

واحد هم حزب الله -عَزَّ وَجَلَّ-(أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ)
أما غير حزب
الله فهو حزب الشيطان (أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ)، فالله له حزب وهم المؤمنون وأنصارُ هذا
الدين، والشيطان له حزب وهم أنصار الكفر والإلحاد وأهل السخرية بالمؤمنين؛ هؤلاء
حزب الشيطان (أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمْ الْخَاسِرُونَ)، يقول الله -سُبحَانه وَتَعَالى- فهؤلاء
خاسرون كما حكم الله عليهم بالخسران العاجل والآجل.
السؤال:
الأخوة على الحدود من جيوشنا الذين يُرابطون

للدفاع عن ديننا وعقيدتنا ووطنا وقيادتنا وعلمائنا ومجتمعنا وهم على ثغرٍ عظيمٍ
خطيرٍ ومهم، يحتاجون إلى الدعاء منا وإلى توجيه المجتمع بالدعاء لهم ومؤازرتِهم؛
فما هو التوجيه من ذلك من سماحتكم؟
الجواب:
هؤلاء في موقفٍ عظيم، يُرابطون على حدود

المسلمين ويدافعون عن بلاد المسلمين وعن المسلمين، فهم من المرابطين إن شاء الله
نرجو لهم ذلك، الذين قال الله -جلَّ وَعلَاَ- فيهم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا
وَرَابِطُوا) يعني داوموا، المرابطة  المداومة
على الطاعة ومن أهمها المداومة على حدود المسلمين، هؤلاء نرجو لهم ثواب
المُرابطين؛ لأن المُرابط إذا صلحت نيته فإنه يجري عليه أجره إلى يوم القيامة ولو
مات يجري عليه أجره، يجري عليه أجر الرباط إلى يوم القيامة، قال -صَلىَّ
اللهُ  عَلَيْهِ وَسَلِّمْ- «عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ
اللهِ وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله»، هؤلاء يُرجى لهم ثواب المرابطين، والمرابط إذا مات
يجري عليه أجره إلى يوم القيامة. نسأل الله أن يُثبت أقدامهم، وأن ينصرهم وأن
يُسدد رميهم وسهامهم، وأن يُعينهم، وأن يُقوي قلوبهم، وأن يُعظِم أجرهم، وأن
ينصرهم.
السؤال:
 يُدرسنا مُدرس في مادةٍ شرعية وقد استفدنا منه

كثيرًا لكن يُحذّرُني منه بعض زُملائي بسبب أنه يقول إنه جامي، فهل هذا يمنع
الاستفادة منه؟ وأيضًا ما هي الجامية التي يذكرونها ويطرحونها؟
الجواب:
 لا

نعرف الجامية؛ هذا اسمٌ ابتكروه هم ولا نعرفه، إن كان منسوبًا إلى أخينا محمد أمان
الجامي فنحن نعرفه، عالمٌ داعية إلى الله ما عرفنا منه إلا الحق وما جربنا منه
إلَّا الخير، ولكن أنتم تعرفون أن هناك من يخترع الألقاب السيئة ليُنفّر من الحق،
وهذا لا يضر إلا نفسه.
الدين منصور وأهل الدين منصورون، والذي يتخلف

عنهم أو يذمهم هذا يضر نفسه فقط، ولا يضر أهل الخير أبدًا.
السؤال:
 نود

من سماحتكم كلمةً توجيهية لأبنائكم حول الواجب وحق كبار العلماء على أبناء الوطن
خاصة والأمة عامة.
الجواب:
نوصيكم بتقوى الله -سُبحَانه وتَعَالى- بما

أوصاكم الرَّسُول -صَلىَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلِّمْ- يقول:«أُوصِيكُمْ
بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ
عَبْدٌ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا،
فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ،عَضُّوا عَلَيْهَا
بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ
ضَلَالَةٌ»«وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ
ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ»،هذه وصية الرَّسُول -صَلىَّ اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلِّمْ- أوصيكم يقول: أوصيكم بتقوى الله إلى آخره...فهي وصية الرَّسُول -صَلىَّ
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلِّمْ- لكل مسلم لكل زمان ومكان.
السؤال:
ما حكم ذكر الأخطاء أو الاستهزاء بولاة

الأمور والحكام أو من يولونهم مسؤولية، وكذلك العلماء سواء في المجالس أو خطب
الجمعة أو في مواقع التواصل الاجتماعي؟
الجواب:
كما سبق وتكرر؛ أن هؤلاء هذا مذهب الخوارج،

الخوارج يقلَّلون من شأن ولاة أمور المسلمين، ويلتمسون أخطاؤهم، ويرَّوجُونها ولكن
هؤلاء مخذلون، يرجع وبال فعلهم عليهم، ولن يضروا الله ولن يضروا المسلمين شيئًا!
والواجب احترام ولاة أمور المسلمين والواجب الدعاء لهم، الواجب الدعاء لولاة أمور
المسلمين، يقول الإمام أحمد إمام أهل السُنَّة -رحمه الله- يقول: "لو أعلم أن
لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان"، لأن السلطان إذا صلُح صلُحت الأمة وصلُح
الدين، الدعاء لهم ليس لشخصه فقط! وإنما الدعاء له وللدين وللمسلمين.
ومن أصول أهل السُنَّة والجماعة الدعاء لولاة

الأمور في خطب الجُمع، وفي كل مناسبة يدعى لهم بالنصر والتأييد، وأن ولاة الأمور
إذا نصرهم الله ووفقهم فهذا لمصلحة المسلمين، ولمصلحة هذا الدين.
السؤال:
نرجو منكم التوجيه حول تساهل بعض الناس في

سفك الدماء المعصومة؛ وكيف الرَّد على مَنْ يتَّهمُ العلماء؛ علماء أهل السنة
والجماعة في هذه البلاد بأنهم يُصدِرون فتاوىً متشددة وتدعو إلى سفك الدماء؟
الجواب:
هذا كسابقِهِ مِنَ الأسئلة التي مرَّت، هذا

مِنَ الخوارج، مِنْ خوارج هذا العصر، فهو لا يُحب أنْ يُذكَرَ أهل الخير بالخير،
ولا يُحب أنْ يُثنَى على ولاةِ أمور المسلمين، فلا عِبرةَ به ولا بقوله، وإنما
يرجعُ وبالُهُ على نفسه.
السؤال:
ما هي الأضرار التي تحدُث عندما يُحَمَّل

النصُّ القُرآني ما لا يحتمِل؟
الجواب:
القرآن الكريم محفوظٌ بحفظ الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- وتفسيرُهُ محفوظٌ أيضًا، فلا أحد يتلاعب بالقرآن أو

بتفسيره لأن الله تكفَّلَ بحفظه: (إِنَّا نَحْن نَزَّلْنَا الذِّكْرَ
وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، ومَنْ يُحاول العبث بتفسير القرآن فإنَّ اللهَ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- سينتقم منه عاجلًا أو آجلًا، ولا يضُرُّ إلا نفسَهُ.
القرآنُ له تفاسيرٌ موجودةٌ موثوقةٌ

مُتوَارَثَةٌ عند المسلمين، فنكتفي بها ونرجِع إليها، ونستفيد منها، ولا نُحدِث
تفسيرًا للقرآن مِنْ عندنا أو مِنْ عند أي كائنٍ كان.
القرآنُ محفوظٌ نصُّه، ومحفوظٌ تفسيرُهُ

وبيانُهُ، والحمدُ لله تولَّى هذا أئمةٌ كبار مِنْ أئمةِ المسلمين، تفاسيرهم
مشهورة:
تفسير ابن جرير، وهذا هو أكبرُ التفاسيرِ

وأوسعُها.
تفسير مُحيي الدين البَغَويّ: الحُسَين بن

مسعودٍ البَغَويّ -رحمه الله-.
تفسير ابن كثير، هذه تفاسيرٌ مشهورةٌ

ومعروفةٌ.
في عصرنا الحاضر:
تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سِعدي -رحمه

الله-، فهو منتقىً مِنْ هذه التفاسير، فهذه هي التفاسير التي يُرجَع إليها
ويُعتَمَدُ عليها.
السؤال:
لقد لُحِظَ على بعض الطلاب التشبُّه التام

بغير المسلمين؛ مِنْ قصَّات الشعر واللِّباس، أفيدونا بتوجيهكم -أثابكم الله-
لأمثالِ هؤلاء.
الجواب:
هذا واجب المدرِّسين؛ أنْ يُلاحِظوا على

الطلاب، وأنْ يُناصِحوهم، وأنْ يُزيلوا ما يرون فيهم مِنَ المخالفات.
السؤال:
ما نصيحتُكُم لطلاب المِنَح، وواجبهم حِيالَ

الدفاع عن هذه البلاد؛ المملكة العربية السعودية ومهبِط الوحي، ومشَعِّ النور،
وذلك عندما يرجعون إلى بلادهم أو في أي مكانٍ يتواجدون؟
الجواب:
هؤلاء فيهم آيةٌ مِنْ كتاب الله يقرأونها

ويعملون بها: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا
كَافَّةً) يعني لطلب العلم، ما يُمكن أنَّ كل المسلمين يأتون لطلب العلم، لكن يأتي
منهم طائفة: (فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ
مِنْهُمْ طَائِفةٌ)، والطائفة أقلها واحد ولا حدَّ لأكثرها، (نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ
لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ
لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)، فهذه هي النِّبراس الذي يسير عليه الطلبة
المسلمين القادمين إلى طلب العلم في هذه البلاد إذا رجعوا إلى بلادهم.
السؤال:
ما سببُ استهداف شباب المملكةِ أكثر مِنْ

غيرهم؟
الجواب:
شبابُ المملكة لأنهم موضِع القُدوة في العالم

الإسلامي، لأنهم في بلاد الحرمين، ولأنهم يحملون العقيدة الصحيحة عقيدة التوحيد،
ولأن العلم -ولله الحمد- يؤخّذ مِنْ عندهم في الغالب، فلابُدَّ أنَّ الأعداء
سيتنقَّصُون هذه البلاد ليُزَهِّدُوا فيها أمام العالم الآخر غير هذه البلاد،
ولأجل أنْ يصرِفوا الناسَ عن الوفود لطلب العلم في هذه البلاد.
السؤال:
ما دور طالب

العلم المبتدئ في حفظ  ثوابتِ بلاده
ومواجهة الأفكار المتطرفة؟
الجواب:
يتعلم أولًا، يتعلم على أيدي العلماء ومن الكتب الموثوقة ثم يرجع إلى بلاده

ويبلغ ما تعلمه من الخير وينشرهُ في قومه وأهل بلاده.
السؤال:
 بعضُ الناس يُحمِّل سبب التطرف

والتكفير الموجود عند بعض المنحرفين مناهج التعليم عندنا في المملكة العربية
السعودية وكتبِ أئمةِ الدعوة فما نصيحتكم لأمثال هؤلاء؟
الجواب:
 نقول لهم بيِّنوا لنا في هذه

المناهج وهذه الكتب، هذه الأخطاء التي تذكرونها! أما مجرد الإلصاق أن تلصقوا بها
هذه التهم! هذا غير مقبول، حددوا لنا ما تقولون في هذهِ الكتب ونحن ُعلى استعداد
أن نعدله ونزيله؛ نتحداهم في هذا.
السؤال:
 بعضُ المنتسبين للدعوة يزعُم

الوسطيةَ والاعتدال ويُنكر على منْ يقتل رجال الأمن في بلادنا - حرسها الله-
ويُحرم المظاهراتَ فيها ولكنهُ يؤيدُ هذه الأعمال في بعض البلدان الإسلامية فما
توجيهكم حفظكم الله؟
الجواب:
 ما لا يجوز في هذه البلاد لا يجوز

في البلادِ الإسلامية الأخرى، بلادُ المسلمين واحدة والمنهج منهج المسلمين واحد في
كلِّ بلد فلا يختلف من بلدٍ إلى بلد، المسلمون كلهم على منهجٍ واحد ومرجعهم واحد
وهو الكتابُ والسنة وما عليه سلفُ الأمة.
السؤال:
كيفَ نعرفُ دعاةَ الضلالِ في هذا العصرِ الذي يموجُ بالفتن وخصوصًا في

مواقع التواصل الاجتماعي؟
الجواب:
 أول شيء: لابد أن تعرفوا أين

تعلموا؟ ومن أين تلقوا العلم؟هذا أول شيء، ثانيًا: تعرفون منهجهم الذي يسيرون عليه
ومن يقتدون به؟ من يقلِّدون في هذا؟ يقلدون أئمة الإسلام وعلماء الإسلام أم يقلدون
غيرهم؟ لابد من تمييز هؤلاء على غيرهم بمعرفة أين تلقوا العلم؟ من درسوا عليه؟ من
نشأوا عنده؟ حتى يُعرف أصلهُم ومنهجهُم وسيرتهُم.
السؤال:
 انتشر بين الشباب والفتيات قراءة

الأبراج لمعرفةِ شخصيةِ الإنسان حسبَ شهرِ ميلادهِ وكذلك تقوم بعض المواقع بطرحِ
أسئلة وبعد الجواب عنها تخرج بنتيجةٍ فيها شخصية المجيب حسب أجوبته فما حكم هذا
العمل؟
الجواب:
 هذا من التنجيم، من التنجيم ومنَ

الاستدلال بأحوال النجوم ومسَاراتها وهذا من الوثنية؛«مَنْ اقْتَبَسَ عِلْمًا مِنْ النُّجُومِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ السِّحْرِ
زَادَ مَا زَادَ» يقول بعض السلف:"النجومُ مخلوقات ليس
عندها خير ولا شر إنما هي مخلوقات مسخرات أما الخير والشر فهو بيدِ اللهِ -
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-" والمنجمون هؤلاء قومٌ كفرة أو ضلال أو جُهَّال لا
يعتمد على قولهم.
السؤال:
 ما توجيهُ سماحتكم لطلاب العلم أو

غيرهم الذيْن يروْن ممن يُخطئون من الذين يسمَوْنَ بالدعاة جِهارًا ونهارًا، ثم
يُنكرون عليهم جِهارًا ونهارًا، فما رأيكم بهذا الفعل؟ وما هو الأولى فعله ُأم ترك
ذلك؟
الجواب:
ما هم الذين يُسمون أنفسهم بالدعاة ،الإنسان ما يُسمي نفسه بالدعوة، الذي

يسَّمون أنفسهم بالدعاة هؤلاء يدعون إلى أنفسهم الذي يُثني على نفسه ويسمي نفسه
بالدعاة هذا يدعو إلى نفسه؛ كما قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- عند قوله
تعالى:(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ)،
قال: فيهِ الإخلاصُ في الدعوة، لأن بَعض الناس إِنما يَدعو إلى نفسهِ ولا يدعُو
إلى الله، فيُتنَّبه لهذا!
السؤال:
 ما رأيكم في الرد على أخطاءهم وما

يقولونهُ،هل يكون مثلَ ما يَفعلون جِهارًا وأمام الملأ أو بأي طريق آخر؟
الجواب:
 الرد عليهم يتولاه أهل العلم،

تُكتب أخطاءُهم إذا ثبتت عنهم وتُعرض على أهل العلم وهُم الذين يردون عليهم، ولا
نسمح لأحد أن يُرد عليهِ و(يترادُّون) ما نسمح بهذا لأن هذه فوضى علمية.
السؤال:
 أرجو من سماحتكم توجيهِ كلمةٍ خاصة

لبناتكم الطالبات اللاتي يستمعن إليكم الآن وعددهن يقربن من 40 ألف طالبة؟
الجواب:
 نسأل الله لهن الصلاح والتوفيق وأن

يتمسكن بدينهن، ويتمسكن بالحياءِ والعفة والنزاهة والستر، عليهن بالتستر
والحجاب،عليهن بالمحافظة على الصلاة، والمحافظة على الدين، والمحافظة على طلب
العلم النافع هذا ما نوصي به أخواتنا الطالبات.
السؤال:
 نرى بعض الطلبة والموظفين يتساهلون

في مسائل عدة منها الصلاة مع جماعة المسلمين، وإسبال الثياب فما نصيحتكم في ذلك؟
الجواب:
 أن يتقوا الله -سُبْحَانَهُ

وَتَعَالَى-هُم طلبة علم وهم أولى بالعمل بالسُنة فلا يُسبلوا ثيابهم ،لا تنزلُ عن
الكعبين، لا تنزل الثياب عن الكعبين؛ قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ-:«مَا أَسْفَلَ مِنْ
الْكَعْبَيْنِ مِنْ الْإِزَارِ فَفِي النَّارِ» فلا تنزل ثيابهم عن الكعبين. وأما المحافظة على الصلاة
فهذا أول ما يجب عليهم بعد توحيد الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- مع الصلاة مع
الجماعة في المساجد لأنهُم طلبة علم وقدوة يقتدي بهم غيرهم بصفة أنهم طلبة علم
فعليهم أن يُمثلوا العلم التمثيل الصحيح بالعمل به والدعوة إليه والاستقامة على
دين الله.
السؤال:
كيف يمكن حماية فكر الشباب في البلدان الإسلامية والبعد عن مواطن التطرف؟
الجواب:
الحماية بإذن الله تعليمهم الكتاب والسُنَّة والكتب النافعة على أيدي

العلماء؛ ﻻبد من أمرين اﻷمر اﻷول: أن يكون الكتاب كتابًا موثوقًا من كتب أهل
السُنة والجماعة، ثانيًا: أن يكون المعلم متمسكًا بكتاب بدينه وعارفًا ﻷحكام دينه
ومعتقده فلابد من هذا من سلامة المدرس وسلامة الكتاب الذي يُدرس. 
السؤال:
أمر الرَسُول –صَلَّى

اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم؛ فما هي الجماعة؟ ومن يكون
إمام المسلمين للذين يعيشون في بلادٍ غير إسلامية؟
الجواب:
إمامهم ولي أمرهم من المسلمين (يَاأَيُّهَا

الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ)،يعني من المسلمين، فيلزمون طاعة ولي أمرهم
من المسلمين في كل مكان؛ لأن في هذا النجاة من الفتن والشرور والمخالفات، ولما ذكر
النبي-صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لحذيفة ابن اليمان ما يكون من الفتن قال
حُذيفة: ما تأمُرُني إن أدركني ذلك؟ قال:«تَلْزَمُ
جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ»تلزم جماعة المسلمين وإمام المسلمين، هذا يكون سلامة من
الفتن بإذن الله، يكون المسلم مع المسلمين ومع إمام المسلمين في مكانه وفي بلاده.
السؤال:
هل ينبغي لطالب العلم المطالبة بترك الملخصات والمذكرات أم  الإعتماد على الكتب والمؤلفات السابقة في شتى

الفنون لأنه في الخطط الجديدة بعضها فيه إضعاف للمستوى التعليمي للطلاب بدعوة أنهم
أقل استيعابا من الجيل السابق.
الجواب:
أولًا: ﻻيجوز للمدرسين أن يعملوا ملخصات وعندهم كتب مقررة؛ ﻻبد أن يدرسوا

هذا الكتب ويبينوها للطلاب وﻻبد للطلاب أن يتلقوا شرحها من أستاذتهم، وﻻيكون هناك
ملخصات تحول بينهم وبين الكتب وﻻيُعود المدرس الطالب على هذا الملخصات التى تحجبه
عن العلم وعن الانتفاع بالكتاب المقرر، ما ضرَّ الطلبة إلَّا هذا الملخصات.
السؤال:
ﻻشك أن العالم الإسلامي الآن تدب فيه الحروب والفتن فما الواجب علينا تجاه

هذا الحروب في البلاد الإسلامية؟
الجواب:
أن تتجنبوها ﻻتدخلوا فيها وابتعدوا عنها وأسالوا الله السلامة منها، وعليكم

بتبصير المسلمين  والنصيحة لمن يقبلها في بلادكم وعلى الله -جَلَ
وَعَلا-التوفيق. 
السؤال:
ماهي الطرق الشرعية في إنكار المنكر؟ 
الجواب:
كما بيَّنها النَّبِي –صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-«مَنْ رَأَى مِنْكُمْ

مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ» وهذه ﻷهل السلطة؛ هم يغيرون باليد، أهل السلطة أو نواب أهل السلطة،«فَإِنْ
لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ»،عليه ينكر المنكر بلسانه ويقول هذا منكر،
وهذا ﻻيجوز، ويرشد إلى الصواب وإلى الحق ويدعو إلى الله، هذا الانكار باللسان،فمن لم
يستطع ﻻ بيده وﻻ بلسانه ينكر المنكر بقلبه ويبتعد عن مخالطة أهل المنكر
ومجالستهم. 
السؤال:
عندما ما نأتي نحن اﻷفارقة إلى المملكة العربية السعودية حماها الله وأيدها

للدراسة في كلياتها الشرعية ندرس الفقه الحنبلي نتقنه فعند رجوعنا إلى بلادنا
نتعامل مع مذاهب أخرى كالمذهب المالكي مثلًا،فما نصيحتكم لنا في مثل هذا الموقف؟
الجواب:
ياإخوان: ليس الاعتماد على كتب الحنبلية والحنفية أو المالكية أو الشافعية

ليس الاعتماد على الكتاب الاعتماد على الدليل!فما قام عليه الدليل يُعمل به من أي
كتاب من المذاهب اﻷربعة، وما لا دليل عليه لا يُعمل به،  إذا كنت تعرف الدليل تمشي على الدليل، وإن كنت
لا تعرف الدليل أسأل أهل العلم عن هذا القول.
السؤال:
ما نصيحتكم لبعض الطلاب الذين يكون أكبر همهم من تخصصهم هو الشهرة فقط،

ناسين دورهم الكبير في الدافع عن دينهم ووطنهم وإخوانهم المسلمين؟
الجواب:
هذا شيء بينهم وبين الله -سُبْحَانَهُ

وَتَعَالَى-، النيات ﻻيعلمها إلَّا الله، لكن عليهم أن
يخلصوا النية لله -عَزَّ وَجَلَ- وأن يعلموا أن الله مطلع على نياتهم ومقاصدهم وقلوبهم عليهم أن يخلصوا
النية لله -عَزَّ وَجَل- فمن أخلص النية لله وفقه الله وأعانه،ومن لم يخلص النية لله وكان همه غير ذلك
فالله يكِله إلى ما يريد ويخذله وﻻحول وﻻ قوة إلا بالله.
السؤال:
ماهو الضابط الذي يفرَّق بين الغلو والتكفير والإفراط والتفريط؟ 
الجواب:
يا إخوان عندكم مقرارت في العقيدة افهموها وامشوا عليها وهي تميز لكم ما

يصح وما ﻻيصح، مقرارت بأيديكم موثوقة مختارة ولله الحمد تمشون عليها تعملون بها.
السؤال:
مانصيحتكم للمدخنين وما توجيهكم لهم  وما هو الرأي الأمثل في الحد من هذه الظاهرة

داخل وخارج الجامعة ﻷثرها الكبير على نفسي وعلى الآخرين؟ 
الجواب:
 كلٌ يعرف حتى المدخن نفسه يعرف أن

الدخان ضار هذه واحدة. 
ثانيًا: يعرف أنه ﻻفائدة فيها وإنما هو ضرر محضَّ.  
ثالثًا: يعرف أن الله حرم كل ما فيه ضرر وما فيه هدم للصحة حرَّم ذلك

 قال -جَلَ وَعَلَا-(وَلاتُلْقُوا
بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)، والإنسان مسؤول عن نفسه يوم القيامة، يُسأل عن جسمه
فيم  أبلاه؟ أول ما يُسأل عن جسمه فيم  أبلاه، أبلاه في المخدرات والمسكرات والمفترات؟
يُسأل عن هذا ويحساب عليه يوم القيامة، فعليه أن يحافظ على جسمه ويتخذ
 المواد الصحية النافعة والمغذية ويترك المواد الضارة والمواد القاتلة
والمواد التي ﻻخير فيها، ﻻيدخل إلى جسمه شيئًا يضره أو يكون سببا للقضاء على
حياته.
السؤال:
انتشر في هذا

الزمن بشكل ظاهر الغيبة والنميمة ومعلوم أن لها آثار خطيرةً وسيئةً على الفرد
والمجتمع وخصوصًا إذا تناولت ولاة الأمر والعلماء وقد ظهر ذلك جليٍّا من خلال
وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد، فكيف يتعامل معها طالب العلم بشكل خاص،
والمسلم بشكل عام؟
الجواب:
يتعامل معها بأن

يتركها ما دام أنها يُعرض فيها الشر،يُعرض فيها الفساد، فساد الأفكار، وفساد
المعتقد، وفساد الدين، يبتعد عنها؛ لأنها تضر وتؤثر فيه، فيبتعد عنها ويُحذر منها
ولا يقربها، يُبعدها عن بيته وعن أولاده، هذه وسائل شر، وسائل تدمير، وسائل فساد،
هذه وسائل فتنة، فيبتعد عنها ويُبعد عنها أولاده، وينصح بالابتعاد عنها.
السؤال:
ما حكم الغيبة؟
الجواب:
الغيبة «ذِكْرُكَ أَخَاكَ فِيمَا يَكْرِه» كما قال النبي –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
 «وَلايَغْتَبْ بَعْضُكُم بَعْضاً»حرام، الغيبة حرام.
السؤال:
تصدر قرارات

حكيمةٌ ومتميزة من ولي أمرنا -حفظه الله-، وأثبتت قوتها وكفاءتها، إلَّا أن هناك
من يقود حملات التشكيك والتشويه في كل ما يصدر، وخصوصًا فيما يتعلق بأمن وأمان
البلاد، أو تولية من يراه ولي الأمر كُفؤًا لبعض الأعمال؟
الجواب:
لا شك أن هناك

من يُنفَّر، هناك من يبغض الخير، ويُبغض ولاة الأمور المسلمين، فهذا ليس بغريب!
هذا حتى في وقت النَّبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وُجِد على أيدي
المنافقين وعلى أيدي ضِعاف الإيمان، فعليهم هم أولًا أن يتوبوا إلى الله -عَزَ
وَجَلَّ- ويعلموا أنهم محاسبون عند الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- عن هذا،
وسيتحملون إثمهم وإثم من أضلوهم، (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ
كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ
عِلْمٍ) فعلى المسلم أن يتقي الله -عَزَّ وَجَلَّ- ويبتعد عن هذه الأمور،
وينصح بالابتعاد عنها، يحفظ نفسه، ويسعى في حفظ غيره فهذا هو شأن المسلم.
الأستاذ الدكتور: سليمان بن عبد الله أبا الخيل -حفظه الله تعالى-:
سماحة الشيخ

طرحٌ مؤصل، وعلم غزير، وتوجيهات سديدة، وبيان شافٍ كافٍ، وضع النقاط على الحروف،
فشكر الله لسماحة شيخنا العلامة الشيخ: صالح بن فوزان الفوزان، هذا البيان وهذه
المعارف والعلوم والفنون، التي استفدنا واستزدنا منها وقد وافق سماحتهُ على أن
تطبع هذه المحاضرة مع محاضرته السابقة، وتوجه وتُنقح بمعلوماتها وأسئلتها والإجابة
عليها وبالتالي ستُوزع على منسوبي الجامعة وغيرهم..
نسأل الله

العليّ القدير أن يوفقنا وإياكم لما يُحبه ويرضاه وأن يزيدنا هدىً وفلاحًا وسعادةً
في الدين والدنيا والآخرة، وأن يرفع قدر وشأن شيخنا الكريم، ويُطيل عمره على
الطاعة والإيمان، ويُلبسه ثوب الصحة والعافية.
ربِّ زدني

والحاضرين والسامعين والمشاهدين علمًا وحكمةً وفقهًا وتقوًى وإدراكًا وإيمانًا
وإخلاصًا وصبرًا ومصابرة وتوفيقًا وسدادا وهدًى وبصيرة واستقامةً على دينك يا رب
العالمين.
وآخر دعوانا أن

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ..
والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته..


0 التعليقات:

إرسال تعليق